قصر المساعدية / بني وليد---- تاريخ وحضارة

اطلال حي المساعدية: الظهرة/ بني وليد. هذه الصور لاحد احياء بني وليد القديمة في منطقة الظهرة وهو حي المساعدية التقطتها عدسة الاستاذ سعيد ثبوت ابراهيم زبيدة جزاه الله خيرا. الاستاذ سعيد زبيدة هو احد المثقفين الشباب في بني وليد والذين لهم اهتماماتهم بتراث هذه المدينة الغنية بالارث الثقافي والاجتماعي٫ وتعتبر مع غدامس من اشهر المدن الليبية التي لها ارشيف من الوثائق ويمتد الى القرن الرابع عشر الميلادي من حيث الوثائق. اما اثارها فيمتد الى عصور سحيقة في التاريخ واشهرها على الاطلاق مدينة قرزة الكنعانية. في هذه اللقطات من حي المساعدية وهو من اقدم احياء الظهرة ويعود تارخه الى القرن السابع عشر الميلادي٫ وتعود التسمية الي الشيخ مساعد بن عدالمولى بن عبد الواحد بن مطرف السبيعي٫ وينتسب اليه عدة عشائر، وهم التخاخة (ابناء عبد الله بن حمودة بن مساعد)، الحمرة البصاصة ، النور(ابناء نوير بن علي بن مساعد) والزمامة ( ابناء زمام بن مساعد)، النوال وابناء العياط (الشيبغو). كان لهم العديد من الدور(القصور) والمساجد اشهرها مسجد التخاخة الموجودة بعض صوره. والمعاصر وابار المياه. الكثير من ابناء ليبيا ونتيجة الدعاية المغرضة للنظام السابق لا يعرفون عن بعض المدن واهلها الا القليل وقد نالت بني وليد من التهميش والتشويه ما لم تلاقيه مدينة اخرى. لقد كان لاتشار ابناء بني وليد في كافة المدن الليبية وامتزاجهم مع اخوانهم في ربوع ليبيا الحبيبة الدور في افساد برامج النظام المنهار لخلق الفتن في ليبيا وكانوا لبنة في وحدتها وتجانسها. اللهم احفظ ليبيا وطنا وشعبا. 


هذه في العادة المضيفة وهي خارج البيت وبعيدة نوعا ما من خرف النوم. هذه الغرفة على ما اعتقد مبنية في الستينات من القرن الماضي .


هذا البناء التقليدي للبيت الوليدي القديم حيث البيوت متراصة يتوسطها فناء تبني حوله غرف النوم وتعرف محليا بالدار وكذلك المطبخ وهو صغير نسبيا وتوجد به الطابونة٫ وهي مصنوعة من الطين وتشبه الفرن ولكن اصغر حجما وثلثها مفتوح جانبيا لوضع الحطب وهي للطبخ حيث يوضع اناء الطبخ فوقها وتوقد النار اسفله وكانت تستخدم في بني وليد الى الستينات من القرن الماضي بعد ان حلت محلها بوابير القاز ثم المواقد الحديثة من غازية وكهربائية. بجانب الطابونة في المطبخ يوجد الفرن الوليدي المصنوع من الطين. وكان من معالم بني وليد بعد العصر ان تشاهد الدخان يتصاعد من المداخن اعلى الفرن وهي ليست كمداخن اليوم ولكنها فتحات في سقف المطبخ فوق الفرن والطابونة مباشرة. كذلك يوجد بالبيت الوليدي غرفة علوية صغيرة وهي بمثابة المكتب اليوم وهي في الدور الثاني من البيت بعضها لها مدخل خارجي والبعض الاخر مدخلها داخل غرفة النوم وتسمى محليا " بالغرفة" وهي الموجودة في هذه الصورة بين المطبخ وغرفة النوم





مسجد التخاخة من الداخل. للاسف هذا الصرح اصبح ايل للسقوط والاندثار . اتمنى من جمعيات الشباب في بني وليد ان تهمتم بهذا الارث وكذلك مصلحة الاثار. الاثار لا تعني فقط الرومانية والاغريقية وعلى اهميتها، بل ما خلفه اجدادنا مهم ويجب الحفاظ عليه.



جانب من جابية المعصرة وهي مصنوعة من الجبس والحجارة اتمنى ان تمتد الايدي الخيرة الي صيانتها بعد ان تمتد هذه الايدي الى صيانة النفوس وان تعيد اواصر الاخاء والمحبة بين الناس



السبب في خراب اغلب اثارنا هو اخذ اخشاب السقف والتي كانت مهمة في ربطا االحيطان ببعضها البعض. والسبب الثاني هو المسح من اجل بناء بيوت جديدة وكآن الظهارى والسفوح لا تكفي. السبب الاكبر هو عدم وعينا باهمية هذه الاثار من الناحية التاريخية والثقافية. من الصعوبة وقف هذا الهدم او الصيانة ما لم يتم اشهار جمعية خاصة باثار بني وليد تهتم بالمحافظة عليها وتسجيلها في مصلحة الاثار واصدار قوانين تجرم الهدم . الى حد الان يوجد البعض من البنائين الذين لهم دراية بهذا النمط المعماري يجب ان نستفيد منهم قبل فوات الاوان، وهناك البعض الذي يعرف كيف كانت تصاميم المعاصر وكيفية بنائها


جابية العصر من جانب اخر .

الاقواس الجبسية كانت تستخدم في المباني العامة والكبيرة نسبيا مثل المساجد والمعاصر. لاحظ هذا القوس الشامخ الذي تحدي عوامل الزمن من اهمال وتخريب وتحته مباشرة حجر المعصرة وهي الرضية التي يوضع عليها الزيتون لطحنه. كانت هناك عدة معاصر في حي المساعدية اخر معصرة كانت تشتغل الى عند الستينات من القرن الماضي احد معاصر "النورة". كانت للمساعدية عموما اربع معاصر تقريبا اشهرها معصرة بقى بن يوسف


هذه احد الدور المنية في وقت متآخر اي في الستينات من القرن الماضي في الظهرة / بني وليد. نفس النمط في البناء الوليدي والذي يبلغ من المر حوالي الف سنة. الاحجار الصلبة واستخدام اخشاب الزيتون والسدر للسقف والجبس للابواب.


السقف النصف برميلي هو نمط حفصي يوجد بتونس وبعض المناطق في ليبيا ومن بينها بني وليد. اشهر المباني الموجودة حاليا هو مسجد بن تليس. لاحظ الجدار الداخلي حيث كان يستخدم الجبس في طلائه " تملعيق"


هذا المدخل التقليدي للبيت الوليدي، استخدام الجبس للقوس والجوانب مع ارتفاعات مختلفة واستخدام جدوع الزيتون كقنطرة لدعم البناء فوق الباب ولحمل البناء الذي يلي السقف.


الاحجار الشبه مربعة والصلبة كان لها فنيين خاصين ومعروفين البعض منهم احياء من بينهم السيد ارحومة..... اما المداخل فانها فريدة في نوعها اذ يستخدم الجبس المحلي في بناء قوس الباب والجوانب والتي تعرف محليا "بخد الباب.




هذا المسجد يعتبر من اقدم مساجد الظهرة وهو مبني في بدايات القرن العشرين . للاسف اصابه الاهمال كما اصاب مساجد اخرى للمساعدية من بينها مسجد للنورة في الظهرة. يوجد مسجد اخر ليس ببعيد وهو مسجد النقارطة، والذي كان البعض من اطلاله موجودة في السبعينيات من القرن الماضي لا ادري هل لا تزال هذه الاطلال ام ازيلت. اتمنى من الشباب الاهتمام بهذه الكنوز وترميمها وعدم المساس بها. المعروف ان منطقة الظهرة كما هي عموم
 بني وليد تعج بالمساجد ، اذ كل قبيلة كان لها مسجدها الخاص وعلى ما اعتقد ان السبب كان تعليميا حيث ان بعض هذه المساجد لا تزيد عن غرفة واحدة. المعروف عن التخاخة في فترة ما اهتمامهم بتعليم القرآن لاولادهم وبالاخص القنادشية وانجب هذا المسجد العديد من الشيوخ الافاضل. حسب علمي ان الجيل الجديد من التخاخة انكب على حفظ القرآن الكريم ولذيهم العديد من حفظة كتاب الله،جزاهم الله خيرا على ذلك . اريد ان انوه الى انه وبالرغم من كثرة المساجد في بني وليد فان صلاة الجمع لا تقام الا في عدد محدود من المساجد في عموم بني وليد والى وقت قريب واشهر هذه المساجد، مسجد الزبيدات في الظهرة٫ ومسجد الضباعة في السند ٫ زاوية المجاهد عبد النبي بالخير في السوق٫ ومسجدي الفقهاء واولاد بوراس.





لاحظ عرض الحائط ونوعية الجحارة المستخدمة مع قليل من الطين. هذا النمط المعماري تختص به مدينة بني وليد دون غيرها. وتختلف المباني حسب الاسطى وحسب امكانيات المالك. هذا النمط من البناء اقل جودة من سابقه وهو يعتبر نوعا ما حديث بدايات القرن العشرين

هذا النوع من الاضرحة ينتشر في عموم ليبيا وعادة ما يكون للاولياء والصالحين ورجال العلم. ولكن في بعض الاحيان تكون لاهل الحل والعقد في المجتمع. للاسف اصبحت في فترة ما مكان للشرك والعياد بالله حيث يتبرك الناس ويتمسحون بهذه القبور ويقدمون لها القرابين وتقام بها حفلات الزار٫ ولكن والحمد لله تلاشت هذه الظواهر بعودة المعرفة والوعي بصفاء العقيدة. هذا الضريح قد يكون ضريح نصر٫ وهو رجل صالح من المزاوغة اضطهد في اهله فاستجار بالمساعدية ببني وليد فاكرموه واعتبروه واحد منهم ودفن عندهم ولم يخلف ابناء. يوجد ضريح اخر في المساعدية وهو الذي يعرف بالمقارين وبه قبور شهداء مذبحة التراك للمساعدية في القرن السابع عشر الميلادي وبجواره مدافن النورة واصهارهم النقارطة



عادة ما تكون البيوت تخص العائلة الكبيرة الاب والابناء فتكون لكل عائلة غرفة خاصة يضع البعض امامها صور قصير و وغير مكتمل يكون في العادة جلسة خاصة للعائلة الصغيرة واصهارها يتسامرون فيه في الليالي المقمرة وهو ما نراه في هذه الصورة.



التعليقات والصور منقولة عن الصفحة الشخصية الأخ الدكتور:
Abdulla Kenshi 
عدسة الاستاذ سعيد ثبوت ابراهيم زبيدة




2 التعليقات:

علي مصباح زبيدة يقول...

امتا سعيد تبوث ولا دكتور هههههههههههه

الزيتونة يقول...

الدكتور المقصود به الاخ الدكتور عبدالله كنشيل وليس الأستاذ سعيد تبوث

إرسال تعليق

 
Design by warfallah.channel Themes