العيد وصلة الأرحام ولم شمل الورافيل أعزهم الله
الحمد لله رب العالمين، حمدًا يليق بجلال وجهه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد..
في هذه الأيام المباركة نرى المسلمين يتسارعون ألي الطاعات وأغتنام الأوقات، وتختفي الأحقاد من القلوب، وتنتهي الخصومات، وتُوصل الأرحام المقطعة طيلة العام، ولكن ما زلنا نرى البعض من المسلمين مَن يواصل قطيعة رحمه، ولا يغفر لقريبه، لا في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل ولا حتي في العيد، وتستمر القطيعة أعوامًا وأعوامًا ولا يضع موضعًا للصلح ولا للصفح ولا للعفو، ونرى البعض الآخر لا يهتم بصلة الأرحام ويَعتبر العيد فرصةً للتنزُّه في الحدائق والشوراع، وينسى أرحامه الذين شغلته الدنيا عنهم طيلة العام، حتى إذا جاءه العيد ليصلهم إذا به لا يسأل عنهم ويأخذ العيد لنفسه وأصدقائه فقط.
ومن هذا المنطلق تطلق مدونة الزيتونة رعاها الله مبادرة للصلح والأصلاح ونسأل الله أن يكتب لها القبول بين عباده وأن يلم شمل المسلمين عامة وأبناء قبيلة ورفلة خاصة:
- إخواني في الله عامة وبني عشيرتي من قبيلة ورفلة خاصة- نؤكد على صلة الأرحام في هذه الأيام المباركة وخاصة في (أيام العيد القادم) وخاصةً الأرحام المقطَّعة، ولنجعل أول أيام العيد للأهل والأقارب، نتفقدهم ونزورهم ونُدخِل البهجةَ والسرورَ عليهم،فنتمني ونطلب منكم أيها الورافيل صدق النية والعزم علي صلة أرحامكم في هذا العيد المبارك ونتمني من كل أبناء قبيلة ورفلة العريقة ممن له القدرة علي شد الرحال ألي أرض الأجداد بني وليد فليبادر بالسفر لأرض الأجداد في هذا العيد ليلتم الشمل ويخسئ ويخسر الشيطان وأعوانه؛ لأن العيد هدية من الله لنا على طاعتنا له، فلا نجعله يومًا للذنوب والأوزار.
فضل صلة الرحم
وصلة الرحم لها فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ من الرحمن الرحيم، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال "خلق الله الخلق فلمَّا فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عزَّ وجل فقال: مه!! فقالت: "هذا مقام العائذ بك من القطيعة"، فقال تعالى: "ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك"، قالت: بلى، قال: فذاك لكِ" قال أبو هريرة رضي الله عنه: اقرءوا إن شئتم(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22).
وصلة الرحم لها فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ من الرحمن الرحيم، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال "خلق الله الخلق فلمَّا فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عزَّ وجل فقال: مه!! فقالت: "هذا مقام العائذ بك من القطيعة"، فقال تعالى: "ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك"، قالت: بلى، قال: فذاك لكِ" قال أبو هريرة رضي الله عنه: اقرءوا إن شئتم(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22).
انظروا.. مَن يصل رحمه يصله الله؛ يصله الله بالرحمة والبركة والخير، ومن يقطع رحمه يقطعه الله، يقطع عنه الرحمة والخير والبركة، فهل ترضى أخي المسلم أن يقطعك الله؟! إذن فصل رحمك ولا تقطعها، وانتهِز فرصة العيد في التقارب والزيارات.
وورد أيضًا عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن الرحم معلقةٌ بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذيإذا قُطعت رحمُه وصلها" (رواه البخاري)، وعن ثوبان- رضي الله عنه- عن رسولالله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "مَن سرَّه النَّساء في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه"، فصلة الأرحام تطيل العمر وتزيد الرزق.
أحسن وإن أساءوا
وقد يقول قائل: إنني أصل وأزور من يصلني، أما من لا يسأل عني فكيف أصله وهو لا يصلني، أو يقول إني أصلي أرحامي إلا قريبًا لي يسيء إليَّ دائمًا، فمقاطعته أفضل من وصله، وأنا أقول لك أخي الكريم: "أحسن وإن أساءوا"، وأذكرك بموقف هذا الرجل الذي جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- يشكو له أقاربه ويستأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في القطيعة ومعاملتهم بالمثل ومعه المبرِّرات؛ حيث يقول: "يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعون وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون أفأكافئهم، أي أعاملهم بمثل ما يعاملونني به؟ قال- صلى الله عليه وسلم-: "لا، إذن تتركون جميعًا، ولكن جُد بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهيرٌ من الله عز وجل ما كنت على ذلك"، فلم يأمره رسول الله أن يقطعهم أو أن يسيء إليهم كما يُسيئون إليه، ولكنَّ رسولَ الله أمرَه أن يستمر في الصلة والإحسان والعفو، وهذه صفات أولي الفضل، وقد ورد في الأثر أن يوم القيامة يُنادى على أهل الفضل ويقال: أين أهل الفضل؟ فيقوم أناس وهم يومئذ قليل سراعًا إلى الجنة فتتوقفهم الملائكة، فيقولون: "نحن أهل الفضل"، فتقول لهم الملائكة: وما فضلكم؟ فيقولون: "كنا إذا ظُلمنا عفَونا، وإذا أسيء إلينا أحسنا، وإن جُهل علينا حلمنا".. أفلا تحب أخي المسلم أن تكون من هؤلاء؟!
احذر العقوبة العاجلة
واحذر- أخي في الله- عقوبة قاطع الرحم، فقطيعة الرحم لها عقوبتان، واحدة عاجلة في الدنيا والأخرى تُدَّخر لصاحبها يوم القيامة؛ حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنبٍ أحرى أن يُعجِّل الله تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" (رواه أبو داود والترمذي)، كما أن قاطع الرحم مُحرَّم عليه الجنة، حيث ورد في الحديث: "لا يدخل الجنة قاطع"، فهل تحرم نفسك أخي المسلم من جنة عرضها السموات والأرض؛ لأن فلانًا ظلمك فتقطعه ولا تستطيع أن تعفوَ عنه وتصلَه، وهل تستطيع أخي أن تتحمَّل عقوبتين في الدنيا والآخرة؟!
فهي يا أحفاد بلخير والطبولي والسهولي رحمهم الله.. اذهبوا إلى أرحامكم وصلوها، واجعلوا أيام العيد فرصةً للعفو والصفح والغفران، حتى يغفر الله لكم ويصلكم بالخير والبركة، ويدخلكم الجنة، وينجيكم من عذاب النار.. إنه وُلي ذلك والقادر عليه، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 التعليقات:
نسال الله التوفيق لكم ولجميع قاصدى الخير والاصلاح فلن نصلح مابى الغير مالم نصلح من انفسنا دعوة لصلح بين ابناء العمومة الوحده ينصلح حالنا جميعا
إرسال تعليق